يوميات معلمة مغتربة

قياسي

يتهمهم الغرب بعدم التحضر لأنهم يأكلون بأيديهم و ليس بالملعقة و السكين !!! رغم أن هذا ليس مقياسا للتحضر .. و لا لأي شيء في الحقيقة !!

حين يتسابق الأطفال إلى الصلاة وقت الفسحة .. هذا تحضر ..

حين يخاف الطلاب الصغار من الرعد و البرق ( و هو أمر غير معتاد هنا فيخاف منه الأطفال جدا ) فيجلس الأطفال الأكبر سنا بجوارهم و يضعون أيديهم على كتف الصغار و يحدثونهم ( رغم ثقتي أن حتى الأطفال الكبار خائفون ) .. فهذا تحضر ..

حين يخبرك أحد الصغار أنه لايبكي خوفا من المطر بل خوفا على والدته التي تقود السيارة الآن في طريقها إلى المدرسة .. هذا تحضر ..

حين ينكشف جزء من شعر المعلمة المسلمة فيتوقف أحد الطلاب عن لعب الكرة و يقف أمامها ليداريها و يلفت نظرها بأدب إلى تغطية ما انكشف من شعرها ( أكيد طبعا فهمتوا ان أنا 🙂 ) ثم يستكمل اللعب كأن شيئا لم يكن .. فهذا تحضر ..

حين يسخر طالب في التاسعة من عمره من زميله بالصف فأقرأ له الآية (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ) بدون أي كلمة إضافية فيحمر وجهه خجلا و يعتذر فورا .. فهذا تحضر ..

حين تخرج المعلمة في رحلة مع الطلاب و في وقت الطعام تفاجأ أن الطلاب الأجانب لم يرسل والديهم معهم نقود فيتسابق الأطفال الإماراتيين إلى شراء الطعام لهم ( ولا يعايروهم بهذا بعدها ) و يخبروك أنهم يفعلونه لوجه الله فقد درسوا أن إطعام الطعام من أحب الأعمال إلى الله .. حين تسمع هذا من طفل في العاشرة .. فهذا قمة التحضر ..

كم أتمنى لو ينشأ أطفالنا في مصر نفس النشأة .. حفظكم الله يا أبنائي في كل مكان

منــقـــول من : يـوميـات مـعـلـمـة مغـتربـة

تعليق واحد »

  1. “حين يسخر طالب في التاسعة من عمره من زميله بالصف فأقرأ له الآية (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ) بدون أي كلمة إضافية فيحمر وجهه خجلا و يعتذر فورا ”
    :’) ..جميل جدا، .. فعلا قمة الرقي و التحضر،

  2. لامس الحديث الساق شغاف روحي ، جميلة تلك السلوكيات والاخلاق الحميدة التي بات التركيز على غرسها في نفوس الاطفال وهي عادات حميدة ويثاب فاعلها

  3. فعلا .. وهذه المعلمة مميزة جدا أتمنى لقائها، لها منظور مميز في التعامل مع الطلاب
    شكرا أختي فاطمة نورتي المدونة بأول تعليق ..:)

  4. صحيح الأسرة تزرع الخصال وتنتظر معلمة جيده لتكمل وتعزز ذلك
    ومنهج وادارة ممتازة تعكس الأخلاق الحميدة حتى يتعلم الطفل ويكتسب مما يراه ويشعر به في بيئته المدرسية
    شكرا لتلك المعلمة التي تقدر في طلابها ذلك وتعزز سلوكياتهم الجيدة ولاتبخل بمديحها لهم
    أو كتابة مواضيع عنهم بذلك الشغف والحب والتقدير.. 🙂

اترك رداً على معلمة أجيال إلغاء الرد